شريط اخبار شخبطة ملوكى

السبت، أبريل ٢٨، ٢٠٠٧

عيادة الدكتور تفسير / الحلقة الثالثة

ارجو مواصلة المتابعة و عذرا للاطالة

عيادة الدكتور تفسير
الحلقة الثالثة
*****
دفع نديم باشا الباب بعنف و دخل بسرعة الى صالة الاستقبال بعيادة دكتور تفسير الذى كان فى طريقه للترحيب به ، اشار له نديم باشا باصبعه لى فمه اشارة تدعوه لخفض صوته ، ساله بكل حزم ان كان هناك احد بالعياده ، هز الدكتور تفسير راسه نافيا ، تخطاه نديم باشا متجها الى غرفة الكشف و جلس مباشرة على الشيزلونج ، ثبت الدكتور تفسير لوهله امام الباب شاردا ثم تبعه سريعا و جلس على مقعده بجوار الشيزلونج ، كانت الاضواء خافتة، اشعل دكتور تفسير غليونه باصابع مرتبكة متحاشيا النظر الى عينى نديم باشا التى كانت فى احمرارها كنيران مشتعله لو قفذت من بين جفنيه لاحترق المبنى بكل ما فيه.
نظر نديم باشا وهو مستلق على الشيزلونج الى سقف الغرفة المظلم مسترجعا تلك الليلة الغريبة التى جعلته يزور هذا المغفل فى عيادته للمرة الاولى ، كان لا يثق به ولكن المعلومات التى وقعت بين يديه قدرا قبل تلك الزيارة بيوم واحد كانت كفيلة بالمحاولة فى ذلك الاتجاه مع هذا الدجال ، كان المه و قلة نومه قد وصلا به الى حد الجنون و خاصة فى تلك الليلة ، فقفزت من احداث الايام الماضية خاطرة تلك التقارير التى تسلمها عن رجالات من كبار رجالات الدولة وتلك تحريات الامن الروتينية حولهم ، وكيف قرا ان تلك الشخصيات تقصد عياده رجل يدعى دكتور تفسير المعالج النفسي ومفسر الاحلام و خبير الرموز ، فتوقف عند هذا السطر الخطير بالتقرير ، و اتخذ قراره .
وفى لحضات الصمت تلك تراجع دكتور تفسير بكرسيه الى الامام ناظرا لارضية الغرفة الخشبية، وتذكر اولى زيارات نديم باشا لعيادته منذ اشهر قليلة ، و كيف قضى الكثير من الوقت لاقناعة بالتمدد على الشيزلونج، وكيف كان نديم باشا يرفض بكل اصرار ان يعترف انه جاء لزيارته كمريض وكان ادعاءه انه قد جاء يسال عن شخصيات معينه تزور تفسير و يكشف هوية تلك العيادة التى جذبت تلك الشخصيات الخطيرة اليها ، و اليوم يتجه الي مكانه مباشرة دون اية كلمة ، ظهرت ابتسامه خاطفة بعينى تفسير وأدها بسرعة فى ملامح وجهة و عاد مرة اخرى للنظر الى نديم ، تذكر كيف شعر ان هذا الرجل الذى يظهر بجبروته وهيبته و سطوته فى الحقيقة هشا بائسا لم تفلح كل السلطة و المال والجاه فى اسعاده يوما ، تذكر كيف زاره بعد ايام من وفاة زوجته ، كان مرتبكا مذعورا غارقا فى عرقه الذى ظهر على قميصه وكيف كان مرتعشا لا يستطيع النطق بجملة كاملة بلا شرود او هذيان ، يومها بدأ بموقف حدث معه اول النهار اثناء مروره على احد المعتقلين السياسيين ، وجلسته التى طالت مع ذلك الرمز السياسي لاكثر من ساعات حاول خلالها اغراءه بالاعتراف بمعلومات مغلوطة عن التنظيم السياسي الذى ينتمى اليه و الذى ينصف تحت بند التنظيمات السياسية الدينية ، وكيف ان ذلك الرجل رفض التعاون بكل حزم رغم التعذيب الذى ناله، كان ذلك الرجل قصير القامة، ذو وجه ذابل من قلة النوم و التعذيب ، ورغم ذلك تلمح نورا بوجهه التى خطت سنوات العمر به خطوطا من العزة و الكرامة ، و كان رغم كبر سنه الذى تجاوز الخمسين باعوام قويا قوة غريبة ، وواثقا ثقة لا تستند على اى حقيقة من وجهة نظر نديم، يتمتع بنظرات حادة و فى نفس الوقت هادئة ، نظرات كانت تشعر نديم بقشعريرة و اجبرته على التحدث مع الرجل ساعات و ساعات بلا ضيق رغم ان الرجل لم يدلى باية معلومة مفيدة ، حتى استقبل نديم اتصالا هاتفيا عاد بعده وقسمات وجهه يكسوها الضيق و الغضب ، وسال سؤال واحد من هم الاع التنظيم الرئيسية و لم يجب الرجل كالعاده ، فقام نديم باشا بعد تلك الاجابة ساخطا لاعنا اياه باهله و دينه ، متهما له بافساد الدولة و الشعب و النظام ، فتلى الرجل فى وجهه ايات من الذكر الحكيم متهما نديم نفسه بالافساد فى الارض هو و من اطلقه على البسطاء ، فاستشاط نديم باشا غاضبا و امر بمضاعفة التنكيل و التعذيب له ولزملائه الى الضعف بدعوى عدم الاستجابة للتحقيقات و عدم مساعدة جهات الامن و تهديد امن الوطن وادارة تنظيم يدعو للانقلاب على الحكم ، ولكن ظلت كلمات الرجل تطارده بقية اليوم " انتم من تتلاعبون بالدين، فتحولون الثابت متغيرا، والمتغير ثابتا، انتم من يروج بإنكار سنة محمد صلى الله عليه وسلم وانها لم تنقل الينا سليمة رغم وعده بترك كتاب الله و سنة هدى للامة، وأن القرآن كلام الله ماهو الا اشارة لطريق نسلكه و نطوره و نطور احكام القرآن حسب الزمان و ظروفه ، وإنكار عذاب القبر ووصفه بأنه خرافة، والطعن في الصحابة، وتغليب العقل على الشرع، وإنكار الغيب بالكلية، ودعوة الناس إلى الاستسلام والسلبية باسم الدين لانتظار المهدي، وسوء فهم القدر بالاستسلام للمحتل وترك المقدسات لأعداء المسلمين، أنتم من تعتمدون على سياسة الصوت العالى لالهاء الناس و إبعادهم عن دينهم ،انتم من تسعبدون الناس وتوزرون و تسرقون و تدمنون العمولات و الرشاوى، انتم من تستخدمون السلطة فى التجبر على البسطاء ، انتم من تقطعون ألسنة الناس وتوظفون ممتلكات الدولة لخدماتكم الشخصية و لمصالحكم ، وتصيغون القوانين لتسهيل الزنا و الربا و الميسر ، تصيغون قوانينكم بمخالفة القانون الالهى، و تروجون لمذاهبكم بشتى الطرق و تروجون لعوة ابعاد الدين عن حياتكم و مصالحكمالسياسية خوفا على كراسيكم ونفوذكم ، حولتم وظائفكم من خدمة عباد الله الى اسياد عليهم ، انتم من يتلاعب بقوت البسطاء و تسوقون الفاسد و الردئ ، تتاجرون فى الدم و العقاقير الطبية الفاسدة ، انتم من اطلقتم قنوات الفساد و استخدمتم البلطجة و البلطجية فى الشوارع لترويع الامنين ، نعم انتم المفسدون ، انتم المفسدون وليس نحن كما تدعى ايها الفاسد ".
ارتسمت ملامح التوتر والتركيز على وجه الدكتور تفسير قبل ان يكمل نديم باشا روايته، وكيف ان زوجته فى تلك الليلة جاءته بمنامه ، بعد يوم واحد من وفاتها ، وكيف طار من السعادة لدى رؤيته اياها و كم بكى لها اشتياقا ، فكان يحبها بحق وكانت الانسان الوحيد الذى يحبه على وجه المعمورة ، كانت الانسان الوحيد الذى يحبه ايضا فى محيط عالمه الذى يمتلئ بالاعداء ، رغم انها كانت ضميره المستيقظ دائما و الذى يؤنبه على كل افعاله ، حتى انه امتنع بعد فترة من زواجهما ان يقص عليها اعماله القذرة التى يقوم بها ، فرح بها فى ذلك اليوم و فتح ذراعيه يريد البكاء على صدرها مفتقدا اياها ، فقد تركته فى تلك الدنيا بلا انيس ، فابناءه يعيشون عوالم مختلفه بلا انتماء للبيت و الاسرة ، لم يرتبطوا به يوما لقسوته و انشغاله الدائم ، و يكرهون اليوم الذى يمكث فيه بالبيت ، هرول عليها يحتض الحب الذى افتقده برحيلها فاذا بها تدفعه بعيدا بغير كلمة واحده و شاهد وقتها ما اذهله والجم لسانه عن النطق كان جسدها المختفى فى ظلام الغرفة هو جسد نديم نفسه، كان وجه زوجته المتوفاه مدموجا كما تهيأ له على جسده، ثم توالت المفاجات من جديد فقد ظهرت زوجتة آيات – هكذا عرف تفسير إسم زوجة نديم – كما شاهدها نديم بذراع واحد و ساق واحدة ، وهنا ذعر نديم و جعل يصرخ و يصرخ من هول ما راى وحاول ان يبعد و يبعد ولكنها تضخمت امامه حتى قطعت عليه كل سبل الابتعاد عنها، اقتربت منه فراى جسدها - طبعا كان يقصد جسده هو- مصلوبا وينزف دماءا غزيرة من مواضع الصلب ، ثم مالت و همست فى اذنه لن يطيب لك المقام هنا فلترحل ، وبعد استفاهمه اتقصد يرحل من البيت ، فردت عليه نافيه انها تقصد من البلد باكملها فهى لن يطيب لها جفن فى قبرها حتى تراه منفيا خارج معشوقتها و بلد اجدادها ، وانها ستزوره بكل يوم و ليلة تذيقه من الوان العذاب و الارهاب حتى تصل لمرادها ، والا فالقتل هو مصيره.
ارتسمت ملامح الاثارة و القلق و التفكير العميق يومها على وجه دكتور تفسير الذى اكمل عامه الستين منذ ايام انه بسنوات دراسته الاولى فى كلية طب الازهر الذى تخرج بها فى منتصف الستينات فى فترة رئاسة الشيخ احمد حسن الباقورى للجامعه كاول دفعة لطب الازهر الذى انشئ مع بدايه الجامعة عام 1961، فلم يجد الرجل حتى نهاية القصة ما يوحى بأزمة او شئ قد يجعل الرجل يقوم بفعلته التى لم يكن مقتنعا بها ، وايقن الدكتور تفسير ان امامه الكثير من الجهد ليكشف الخبايا النفسية لرجل كهذا ، و قرر ان ينصت و يستمع كثيرا قبل الحكم على تلك الحالة الغريبة التى تصيب الرجل ، عليه جمع الكثير من النقاط النفسية للرجل و تتسجيلها و تحليلها بكافة الطرق العلمية و ستكون خبرته الطويله وقتها هى المنوطة باكتشاف العقدة و العمل على حلها.
*****
طارق المملوك
27-4-2007

السبت، أبريل ٢١، ٢٠٠٧

ثقافة الانسحاب

ثقافة الانسحاب
*****
ينتابنى شعور ملئ بالدهشة و الاستغراب ان يظل الشعب المصرى محافظا على ثقافة الانسحاب ، تلك التى ظننتها ماتت و اندفنت بعد نكسة 67 ، ثقافة عبد الحكيم و اعوانه التى خذلت العرب و المصريين جميعا ، ثقافة الانسحاب غير المنظم اجتاحت جميع مظاهر الحياة فى بلدنا التى لا زالت تعانى اولادها ، ينسحبون دائما و هى التى ظنت ان اولادها سياخذون بثأرها ، سيحاربون حتى اخر نفس بصدورهم.
ثقافة الانسحاب هى بيت الداء لهذا الوطن السعيد ، ثقافة الانسحاب الفكرى المتدود الذى يصيب النفس بالغثيان عندما يرفع صوته ثم ما يلبس ان يهدا و ينسحب فتنسحب اصوات المقاومين ، ثم يعود فيزأر فتقاومة اصوات الوطن ولكن بحدة اقل من سابقتها ، فيهدأ و ينسحب الى حين فتصمت اصوات الوطن و تستكين و تنسحب الى قواعدها ، فيعلو مرة اخرى ذاك الصوت المتدود ولكنه اكثر حدة و زئيرا ، فتقاومه اصوات الوطن التى ملته و ركنت للسكينة فيغلبها و يقهرها و يغتالها و يوسدها الثرى.
الانسحاب الفكرى لا يقل خطرا عن الانسحاب العسكرى و الاقتصادى كلهم يحملون نفس الخطر و الداء لجسد الوطن المترهل.
دعوة للمقاومة بشراسه ، دعوة لكسر حاجز الخوف و الكسل و الخنوع
دعوة لنبذ الانسحاب و المقاومة حتى اخر نفس
دعوة لان تجعل فى جيبك رصاصة تغتال بها صوت داعى الانسحاب
و لكن رصاصة واحدة لا تكفى

طارق المملوك
20-4-2007

الجمعة، أبريل ٢٠، ٢٠٠٧

عيادة الدكتور تفسير / الحلقة الثانية

عيادة الدكتور تفسير
الحلقة الثانية
*****
دقات الساعة تعلن الثانية عشرة بعد منتصف الليل، و الفيلا المشيده على طراز قصور عصر النهضة تقبع فى ظلام دامس بعد ان غط الجميع فى نوم عميق كما هى عادتهم منذ اكثر من عشرين عاما ، خطا ثقيلة تهبط الدرج المؤدى الى الدور العلوى تئن تحت وطاة ثقل ذلك الجسد العملاق الذى رغم تخطيه نصف العقد الخامس من العمر ما زالت ملامح القوة و العنفوان بادية عليه بكل وضوح بحيث لا تغفلها عين بسيطة.
كان ممشوق القوام تظهر عليه علامات الثراء ، فوجهه الوردى وشعره المصفف بعناية بالغة و كرشه الذى بدا فى الظهور و حلته الرمادية الموقع عليها من اكبر بيوتات الموضه الايطالية لا تدع مجالا للشك انه من ذوى المال و الجاه و السلطة ، و لكن كل ذلك لم يخفى ملامح الارتباك و القلق و الشرود الذى احتل قسمات وجهه من كثرة الارق و قلة النوم.
كان اللواء نديم او نديم باشا كما يناديه كل من يعرفه يتسلل الى الخارج فاليوم موعده الاسبوعى مع دكتور تفسير ذلك المسخ الذى اجبر يوما على الذهاب اليه بعد ان نصحه الكثيرون بزيارته لتخطى تلك الحالة من القلق و التوتر و الارق التى اصابته فى الفترة الاخيرة و خاصة بعد ان صاحبها تهيؤات لا شعورية تصيبه باولى دقائق نومه ويصاحبها تعذيبا شديدا تظهر اثاره على جسده وكانها حقيقة واقعة ، تذكر نديم باشا اول مرة استيقظ على صراخه جراء ضربة مباشرة من كرباج سودانى تركت اثارها على ظهرة لمده شهر كامل جعلته لا يستطيع الجلوس على مقعد و لا ان يخلد لفراشه الا متمددا على بطنه ، تلك النومة التى يكرهها اهل العسكرية عموما ولكنه اجبر عليها اجبارا ، كان احد من عذبهم من اعداء السلطة فى السبعينات فى احد معتقلات المغول المنتشرة بصحرائنا الغربية هو الذى يجلده ، جلدة واحده تركت كل هذا الاثر على جسده الضخم و تذكر وقتها كم جلدة نالها ذلك المسكين على يدية فى ذلك اليوم ، اغلق نديم باشا عينية و جز على اسنانة يريد طرد هذا الهاجس من مخيلته ، لا يريد تذكر ذلك اليوم ابدا بعد الان ، ولكن كيف وكل يوم ياتيه زوار الفجر يقتصون مما قدمت يداه فى سالف العصر و الاوان ومما يدفع اعوانه حتى الان لفعله و الاقتداء به.
خرج نديم باشا الى حديقته حيث يرقد اسطول سياراته فى الخارج ، و كعادته اختار سيارة صغيرة لاحد ابنائه تتميز بزجاجها الاسود مفضلا اياها على سيارة عمله التى تحمل ارقاما يعرفها رجال الامن فدائما ما يستبعدها لدرء الشبهات عنه و خاصة انه يقودها بنفسه حتى لا يعلم احد وجهته ، فهو لم يكشف سره لاحد من ابنائه الذين يمثلون كل اهله بعد موت زوجته منذ عام ، وضع قبعة كبيرة على راسه ثم جذبها لاسفل ليخفى بها نصف وجهه العلوى زيادة فى الحرص.
شقت السيارة طريقها بهدوء من احد المدن الجديدة على اطراف القاهرة قاصدة وسط المدينة حيث عيادة الدكتور تفسير ، وفى احد الشوارع الفرعية الهادئة والتى تتميز بضعف اضاءتها ترك الباشا سيارته و عبر الشارع مسرعا قاصدا بوابة ذلك المبنى العتيق وبكل خفة و رشاقة صعد اول اربع درجات بالمدخل ومتخطيا المصعد الذى سيستغرق وقتا كى يهبط قد تكلفه الكثير فوجهه معروف فهو ضيف دائم ببرامج التليفزيون و صفحات الجرائد و المجلات ، وهو يعرف ان صعود الدرج لن ينهكه فعيادة الدكتور تفسير بالدور الاول مباشرة و كما طلب من الدكتور تفسير تماما وجد الباب مفتوحا ، مواعيده دقيقة تماما الثانية و النصف مساء يوم الجمعة كل شئ مرتب و منظم بعناية فائقة ، فنديم باشا لا يترك شيئا للصدفة وهذا ما اوصله لذلك المنصب الرفيع بجهاز الامن ، و لا يستطيع المغامرة باسمه و منصبه باى حال من الاحوال .

طارق المملوك
15-4-2007

الثلاثاء، أبريل ١٧، ٢٠٠٧

الاصطياد فى الماء العكر

الاصطياد فى الماء العكر
*****
عندما يرفض شخص ما نظرية المؤامرة ويتهم من يروج لها بعقد نفسية او احساس بالدونية ثم يحيك المؤامرات و يجيش الجيوش و ينتهز اول فرصه لاشعال نار الفتنة لا يرى فى العادة انه متآمر و اهبل ولا يدرى ان الكل يشاهده و يكشفه و يكون وقتها هو الوحيد الذى يصدق ما ترسمه معالم وجهه من تعبيرات ساذجة لا يصدقها حتى طفل
عندما تتدخل القوى الخارجية فى شان داخلى فجاه فان هناك مصلحة مباشرة لها تستغل بها او تستميل عنصرا ما فتشعلها ثورة و حربا و تخرج هى بحليف صديق حتى واو كانت قد دفعته الى خسارة مؤكده سيندم عليها امد الدهر او تقذف به الى مقتله
عجبا ارى حالنا نحن البشر نرى و نسمع و ننتقد ثم نفعل كل ما انتقدناه دون اى احساس بالازدواجية او النفاق
عجبا ان نكون من عانى طيلة سنوات من الاصطياد فى الماء العكر ثم نفعله نحن بايدينا
عجبا ان يكون كل منتسب للتنورير و الثقافة ممن يهوى تقليب النار فى الرماد لاعادة اشعالها و المتاجرة بقضايا كل القوى و الاتجاهات لصالح منهج فاسد تبنى اشهاره و الترويج له فى كل مكان يذهب اليه ثم ناتى فنعرف انه قد مر فانوفنا ما زالت لديها حاسة الشم
عجبا نصمت على حقوقنا و على من يسب مبددئنا ثم ننتفض للدفاع عن مبادئ الاخرين محاربين بسيفه و درعه نحتمى به للظفر من اعداء لم نكن بالغى قتاله الا بشق الانفس ، فسهل علينا هو بسيفه و حمايته ووقفتنا خلف ظهره ان ننال من اعدائنا بكل سهوله و يسر و بلا ايه خسائر
انتبهوا يا بشر انتبهوا لاستغلال الاخر لكم و احفظوا حقوقكم بايديكم فلن ياتى يوم يظفر فيه بمارزك الا بسيفك و ذراعك و لسانك
احذروا كل ناعق و لا تتبنوا الا من يمليه عليكم عقلكم و قلبكم ولا تلتفتوا لمن يكيل الاتهامات
اثبت طالما توقن صادقا انك على الحق و الحق اولى ان يتبع و لو خسرت العالم اجمع فى سبيل رضوان الله
احذروا مرة اخرى
احذروا كل ناعق يصطاد فى الماء العكر

طارق المملوك

الجمعة، أبريل ١٣، ٢٠٠٧

عيادة الدكتور تفسير

عيادة الدكتور تفسير
الحلقة الاولى
******

غرفه فى احدى العمارات العتيقة بوسط المدينة التى تتميز مبانيها بارتفاع ادوارها، السقف مرتفع تحتل اطرافه كورنيشه من الطراز القديم بمنحنيات غاية فى الرشاقة ، و على غير العاده لا يوجد بالسقف اى وحدة للاضاءة ، ومصدر الضؤ الوحيد بالغرفة وحدات صغيرة على الحائط و لكنها لا تستخدم فى اغلب الاحوال ، مكتب فخم عتيق من الخشب يتناغم مع الجو العام للغرفة التى تحوى بخلاف المكتب كرسيين و شيزلونج فى الطرف الاخر و كرسي صغير بجواره ، ووحدة الاضاءه الرئيسية تقبع بثبات فى احد اركان المكتب الذى يجلس وراءه.
كانت تلك الغرفة هى عالمه كله ، حتى انه فى الجهة المقابلة للشيزلونج بها باب اخر للغرفة يؤدى الى غرفة صغيرة جهزها لتكون غرفة نومه الخاصة ، كانت تلك العياده هى عالمه الخاص الذى يسمح لقلة ان تقتحمه ، فهو بيته و عمله و مكان لقاء الاصدقاء رغم ندرتهم ، وكان الدكتور تفسير يختار زبائنة بعناية فهم فى الغالب معارف لاصدقاء او اقارب لمرضى عالجهم من قبل و يجب تحديد الموعد بتليفون سابق ، بعد الافصاح عن كيفيه تعرف المريض على عيادته ومن هو حلقة الوصل بين الدكتور تفسير و المريض الذى عادة يكون من علية القوم.
مهمة الدكتور تفسير مزيج من العلاج النفسي و تفسير الاحلام و تحليل الرموز بها ، التى لا تخلو بالتاكيد من بعض النصائح و الارشادات التى ترسم الطريق للسائل الذى يؤرقه حجم مشاغله و الاطمئنان على مستقبله فى دائرة السلطة .
اليوم هو الجمعة و هو موعد مسئول الامن الكبير وهو اصعب الايام على دكتور تفسير نظرا لحالة المسئول غير الطبيعية و الهوس غير الطبيعى الذى يصيبه دائما ، فالرجل يعانى يوميا فى احلامه من كوابيس و ارق دائم ، يزوره يوميا فى اولى دقائق نومه اناس مشوهين و سيدات يرتدون السواد يحاولون خنقه او صعقه بالكهرباء و دائما ما يتلاقى صفعاتهم و ركلاتهم طريقها الى جسده مباشرة فيشعر بها حقيقة تصيب جميع اجزاء بدنه ، و قد ذهل دكتور تفسير فى اول مقابلة حينما راى اثار الضرب المبرح على جسد هذا المسئول ، فقد كان اول موعد بينهما مباشرة بعد غفوته القصيرة التى نال فيها ضربا مبرحا فقد كان زائرة فى ذلك اليوم يتمتع بقوة طبيعية و جسدا عملاقا و يدا بحجم خف الجمل ، و كما يروى المسئول كان الرجل قرابة المترين طولا و ذراعه فى حجم ساق اى انسان طبيعي ، كان اللقاء الاول بعد منتصف الليل و لم تكن العلقة الساخنة فقط هى ما حركت المسئول لملاقاة الدكتور تفسير فقد كان فى الكادر السنيمائى ايضا دعوات من امرأة عجوز عليه و على اسرته وجدها تتحقق فى مشاهد متقطعة ، شاهد صورة لابنه مشوها بحرق كهربائى وصورة لابنته تم ايذاؤها بدنيا و جنسيا و صورة لزوجته و قد علقت من ارجلعا فى سقف الغرفة و فى النهاية صورة له وقد انتهكت رجولته بصور عديدة ، مشاهد ثابته تتكرر فى لحظات ثم تعاد ، هذا ما رواه المسئول اول مقابلة للدكتور تفسير .
يجلس الدكتور تفسير و حيدا وفى فمه غليونه الخاص غير مشتعل و لكنه يحركه باسنانه فى حركة عصبية واضحه ، فقد اقترب موعد وصول المسئول ، ولا يدرى ما سوف يقصه عليه فى تلك المرة ، و ماذا سيكون رده عليه ، فقد اصاب دكتور تفسير قلق و اعياء و حالة من القرف من جراء مقابلاته السابقة و حكايات تلك المسئول ، و هذا ما سنرويه فى الحلقة القادمة

طارق المملوك
13-4-2007

الخميس، أبريل ٠٥، ٢٠٠٧

شقى رحى التنوير و الجهل

شقى رحى التنوير و الجهل
*****
يخترق نقاش الاصدقاء احيانا موضوعات اثيرها تتصدى لبعض المظاهر العفنة فى بعض الدول العربية والاقى منهم صدا دائما عن الخوض فيها ولم يكن دافعى فى تلك الاوقات هو التشدق بمحاسن وطننا الفاتن او اظهار مصر فى مظهر النقى التقى الورع الذى لا يدنش ثوبه شيئا
كان الدافع عندى كما كنت اوضحة ان نيران الفساد لن تقف عند الحدود ولا تحتاج الى تاشيرات او فيزات او كفيل و كل الطرق مفتوحة لها وليس كالغلابة التى تتصدى لها قوات الحدود بحثا عن هويات و تاشيرات
وان تلك النيران الفاسدة و تيارات من يدعون التنوير ستطول كل اخضر و يابس فى ذلك الوطن العربي الفقير ثقافيا و الذى يتميز عن غيره بعمالة حكوماته و ضعفها و هشاشة عظامها
تيارات من يدعون التنوير و الثقافة ترمى بنا فى غياهب الجهل و العبث و البعد عن الهوية الوحيدة المعترف بها فى ديننا الحنيف الا وهى الهوية الاسلامية
اذا نحن بين شقى رحى عاتية تطحن بلا رحمة ، جهل و بُعد عن الثقافة الدينية و حكومات تفتح الابواب بكل ترحاب لتيارات فاسده عفنة تحرق الصدور و القلوب و الايمان الذى نحيا به فى زمن لم يتبق لنا فى الدنيا ملاذ نلجأ اليه الا حمى الدين

طارق المملوك
5-4-2007

الأحد، أبريل ٠١، ٢٠٠٧

عايزحقى يا حكومة


عايزحقى يا حكومة

الجزء الثانى من فيلم عايز حقى

*******


قررت الحكومة انتاج الجزء الثانى من فيلم " عايز حقى "
بعدما انتبه البطل المصرى البسيط الى حقوق المواطن فى ثروات المحروسة المنصوص عليها فى الدستور وبعد ان وجد الراعى الرسمى الذى يؤيده فى حملته و وفر له المكان و الاموال اللازمة لعمل المزاد الكبير و بعدما وجد الملايين الذين اعطوهم صوتهم و توكيلاتهم لاتمام تلك الصفقه التى سيبيع بها حدهم بالوكاله عنهم احد ممتلاكات الدولة وتوزيعها على الغلابة حتى لا يموتون جوعا انتبه البطل لبلده ووطنيته و فساد المشترى و الغرض السيئ الذى يسعى به المستثمر للتوغل داخل المحروسة ويبيت لها الغدر.
الحكومة بجلالة قدرها بقى قالتلك شوفوا بقى اللى بيحصل ممكن يودى البلد ف داهية كبيرة لازم نغير الدستور الاهبل ده و لازم نلغى اى حاجة عن الملكية العامة وان البلد ملك لولادها لحسن البلد اصلها اتملت مختلين عقلبا ، فاكين الراجل بتاع بورسعيد و الولد بتاع قصر الرئاسة و الواد بتاع بنى مزار اللى قالوا عليه سفاح وقتل 4 اسر و كمان الواد بتاع الكنايس اللى ف اسكندرية ، ياعينى البلد كلها مختلين وممكن واحد دماغة تاكله يبيع البلد باللى فيها و طبعا تبقى كارثه مش هايلاقوا هما حاجة يبيعوها و ياخدوا فلوسها ف جيوبهم و يرموا شوية فتافيت ف توشكى و كام كوبرى اذا كانوا لسه بيعملوا كبارى ماهم سيبينها تولع اهه و محدش بيتحرك
المهم جات الفكيرة بقى ف دماغهم ينتجوا الجزء التانى زى ما قلنا و لغوا المواد دى و الواد البطل الغلبان للفيلم تلاقيه دلوقتى ف سجن طرة ولا مرمى فى معتقل المغول بعد محاكمة عسكرية او الاشتباه فى كونه ارهابى
المهم بقى انا عاوز اسالكم تفتكروا الحكومة كانت مبيته الامر بانتاج فيلم يبين ان الدستور اهبل و عاوز يتغير لانه مشكله انه يكون فى ثغرة زى دى
ولا الفيلم هو اللى سبق و نبه للنقطة و الحكومة بنت رد فعلها على فيلم ماحنا عارفين بقى الصلة الوثيقة بين الفن و السياسة و كمان البشاوات اللى فوق بيموتوا ف السينما و مقضينها فرجة على الغلابة من شبابيك تراساتهم اللى فوق؟
مش عارف بجد هما هبل ولا بيستهبلوا على اخر الزمن ياريت بس مايجيش واحد يعمل فيلم عن واحد وقف تحت شباك الحكومة يشتم او يزعق بصوت عالى و يصحى جلالته من النوم قوم يطلع تعديل دستورى بقطع ألسنة الشعب كلهم
كل واحد بقى يخاف على لغاليغة
*****
طارق المملوك
31-3-2007