مربع الرعب المصرى / 2
*****
بالامس القريب كان الجميع فكرا و جسدا مجتمعين تحت سماء واحده يجمعهم القلق و الفرح و المرح و الابتسام ، تجمعهم اغنية او قصيدة او مقال او قصة يرويها احدهم او يلقيها على مسامع بقية الاضلاع .. كانت السماء صافية رغم قليل من الغيوم فى الجهة الغربية من المدينة ، لم يلتفتوا اليها ، كان الطقس معتدلا رغم ما يلقيه خبراء الارصاد على مسامعهم من تحذيرات ان ما يعيشونه ما هو الا حالة عارضه و يعود الطقس حارا رطبا كما هو الطبيعى فى تلك البقعة من العالم الصحراوى الذى نبتت فيه معالم صداقتهم و ارتوت بما تبقى من مياه الامطار النادرة.
نبتة صداقتهم كانت غضة .. يانعة وسط نباتات شوكية جافة كما هى عادة الصحارى فلم تستطع ان تقاوم او تتعايش او تتكامل او تتفاعل مع المحيط من حولها .. كانت نبتة شاذة فى هذا المكان يتندر المارون عليها من شكلها فالجمال لا يستساغ كما هو فى كل مكان .. فهناك صفات الجمال شعر اصفر و عيون زرقاء و بشرة شقراء وطول فارع و نحافة مبالغ بها ، و هنا يصير الشعر الاسود و العيون السمراء و البشرة الحنطية هى اعلى مستويات الجمال ، كرهت النباتات الشوكية وجود جارة تملك رائحة العطور و تزدان بابهى الالوان المبهرة ، وازداد الكره مع حب الناس لتلك النبتى التى تتفاعل بعمليه بناء ضوئى كل صباح لتزداد نضارة و تفتحا .
وذات يوم اتفقت النباتات الشوكية على التحاور مع تلك النبتة بدلا من مقاطعتها ، راوا جمالها و ادبها و تشمموا عطرها الفواح و بهرهم تواضعها ، و مع الاسف ازدادت النقمة و الحنق و الكره اكثر و اكثر ، فكان الاتفاق .
هجوم ببذورهم الجافة من وضع القذف كما المنجنيق ، وتراشق بالاشواك كرمى السهام ، و طعن من قرب بسنون الاشواك المدببة فى جسد النبتى الجميله ، فتقطعت الزهرة ، اول زهرة ترى النور من تلك النبته.
حزن الجميع من وقوع ورده النبتة الطيبة الراقية و لكن دعونا ننتظر فالنبتة لم تمت ولم تفقد بعد خصوبتها و قدرتها على الانبات .
غدا سترون زهورا و زهورا تملا الدنيا رحيقا ولكن اولا فلتنقلوا نبتتنا الطيبة الى ارضها الخصبة بجوار النهر ، نهر الحب و الاخلاق و العطاء ، فترتوى و تكبر لتصير يوما ظلا نحتمى به من برودة البعض و من سخافة الاخرين.
لن يصبح الحلم معجزة ، و لن تصبح معه الامانى اكثر استحالة ، و لن تتحول معه السعادة الى اسطورة ، ولا التوافق على اعجاز علمى ، و ابدا لن يصير العمل الجماعى درب من دروب المستحيل.
مربع الرعب المصرى ، الى اين ياخذكم الزمان؟ ، ايها الفنان .. ايها الشاعر .. ايها الحكيم .. ايها الفريد فى عالمه .. الى اين تاخذنا خطواتنا؟ ..
*****
طارق المملوك
21-5-2007
نبتة صداقتهم كانت غضة .. يانعة وسط نباتات شوكية جافة كما هى عادة الصحارى فلم تستطع ان تقاوم او تتعايش او تتكامل او تتفاعل مع المحيط من حولها .. كانت نبتة شاذة فى هذا المكان يتندر المارون عليها من شكلها فالجمال لا يستساغ كما هو فى كل مكان .. فهناك صفات الجمال شعر اصفر و عيون زرقاء و بشرة شقراء وطول فارع و نحافة مبالغ بها ، و هنا يصير الشعر الاسود و العيون السمراء و البشرة الحنطية هى اعلى مستويات الجمال ، كرهت النباتات الشوكية وجود جارة تملك رائحة العطور و تزدان بابهى الالوان المبهرة ، وازداد الكره مع حب الناس لتلك النبتى التى تتفاعل بعمليه بناء ضوئى كل صباح لتزداد نضارة و تفتحا .
وذات يوم اتفقت النباتات الشوكية على التحاور مع تلك النبتة بدلا من مقاطعتها ، راوا جمالها و ادبها و تشمموا عطرها الفواح و بهرهم تواضعها ، و مع الاسف ازدادت النقمة و الحنق و الكره اكثر و اكثر ، فكان الاتفاق .
هجوم ببذورهم الجافة من وضع القذف كما المنجنيق ، وتراشق بالاشواك كرمى السهام ، و طعن من قرب بسنون الاشواك المدببة فى جسد النبتى الجميله ، فتقطعت الزهرة ، اول زهرة ترى النور من تلك النبته.
حزن الجميع من وقوع ورده النبتة الطيبة الراقية و لكن دعونا ننتظر فالنبتة لم تمت ولم تفقد بعد خصوبتها و قدرتها على الانبات .
غدا سترون زهورا و زهورا تملا الدنيا رحيقا ولكن اولا فلتنقلوا نبتتنا الطيبة الى ارضها الخصبة بجوار النهر ، نهر الحب و الاخلاق و العطاء ، فترتوى و تكبر لتصير يوما ظلا نحتمى به من برودة البعض و من سخافة الاخرين.
لن يصبح الحلم معجزة ، و لن تصبح معه الامانى اكثر استحالة ، و لن تتحول معه السعادة الى اسطورة ، ولا التوافق على اعجاز علمى ، و ابدا لن يصير العمل الجماعى درب من دروب المستحيل.
مربع الرعب المصرى ، الى اين ياخذكم الزمان؟ ، ايها الفنان .. ايها الشاعر .. ايها الحكيم .. ايها الفريد فى عالمه .. الى اين تاخذنا خطواتنا؟ ..
*****
طارق المملوك
21-5-2007
هناك تعليق واحد:
صديقي العزيز
الشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء
إرسال تعليق