شريط اخبار شخبطة ملوكى

الخميس، مارس ١٣، ٢٠٠٨

الموت عطاءا
*****


كعادته كل صباح يخرج مستقبلا صباح يوم جديد مستبشرا هادئ النفس راضيا، يتفقد حديقة قصره الذى يقطنه وزوجته ، قصر غريب فى طرازه ، وكانه قد جاء من الماضى ليسكن عصرنا و يذكرنا كم اصبح زماننا بلا لمحة جمال، عصرا جامدا بلا روح و لا مضمون ولا معنى، بلا حقائق او ثوابت ، قد تجاوز من العمر عقودا ست و زوجته تصغره بقليل، كان عنده داء العطاء بلا حدود فاجتمع له من يحبه و يدعو له ويملئ حياته بالبهجة و الفرحة كما ملأت زهوره و عبيرها حدود قصره بالبهجة و الجمال، وكما يملؤ صوت الماء الذى ينساب على شاطئ النيل المواجه لقصره نفسه بالسكون و الراحة و الصفاء.
ظل طاهر يعطى و يعطى عطاءا لا يجف ولا ينضب له معين، لدرجة جعلت من يعرف بعطاءه يشبهه بزمزم التى لا ينضب خيرها و عطاؤها ابدا ، جلس كعادته على كرسيه الذى لا يغير مكانه فى مواجهة الشارع المقابل لقصره يطالع خطابات كثيرة تاتيه من اقرانه من اصحاب الخير يطلبون مساندته و مساعدته ، وكذلك من أناس لا يعرفهم ارشدتهم افعاله الخيرة و عطاؤه اللامحدود ووضعتهم فى طريقه المزين بالامل و الورود، يطلبون يد العون و الاغاثة ، فحمد ربه على ما وهبه له من حب الناس ومن الفرص التى يهيؤها له الله عز و جل لفعل الخير..
استفاق ذهنه على صوت كهدير موج البحر يتكسر على شاطئ صخرى ، كان الصوت قادما من بيت جاره عشمان، ذاك الجار الذى عاش دنياه بمفرده بعد وفاة والديه وكان وحيدهما ، و انساه الزمان ان تكون له اسرة و مؤنسا ، قاده انطواءه و عزلته الى وحدة عصفت بحياته و كيانه، و خاصة بعد ان فقد ثروة عائلته التى تخطت الملايين بعد تاميم الدولة لثروة ابيه ، ولم يبق له منها الا ذلك البيت الذى لم يستطع منذ سنين طويلة حتى مواصلة دفع رسوم خدمات الكهرباء و الهاتف له ، كان ذلك تحديدا منذ اكثر من عشر سنوات ووقتها تطوع طاهر ان يرفع عنه الحرج ، و ان يقوم هو بتحمل تلك المصروفات عنه بدون علم زوجته، فقد كانت و عشمان زملاء عمل، و بعد فترة من الزمالة الجميلة حدث سؤ تفاهم بينهما ادى الى قطيعة منذ زمن طويل، لم يستطع طاهر رغم محاولاته مع زوجته ان يعرف السبب الذى ادى لذلك تفصيلا ، و لكنه بالكاد يعلم انه مخالفة بالعمل ادت لتحويل عشمان للتحقيق امام الجهات المسئولة ثم فصله بعدها ، وحتى عندما اراد طاهر ان ينقى اجواء ذلك الخلاف عندما بدأ مساعدة عشمان رفض هو تلك المحاوله و رفض مقابلته و زوجته بعد ان جاهد طويلا لاقناعها بتلك الزيارة ، مما زاد الطين بلة و ادى الى قيامه بتلك المساعدة فى السر لعلمه برفض زوجته الكامل ورغم انه ما تعود ان يخفى شيئا عن زوجته طيلة عمره.
تنبه طاهر الى الصوت مرة اخرى و ادرك ان عشمان يواجه ماساة جديده بديون قد تراكمت عليه و ان مدينه قد فاض به الكيل مما جعله يتجاوز فى حق عشمان، ادرك طاهر ان الوقت قد حان ليقوم بما قد انتواه منذ فترة طويلة ، و عزم امره على تنفيذ ما خطط له فى التو و اللحظة، اسرع طاهر فارتدى ملابسه و ذهب الى عشمان و دعا الله ان يتقبل ، و ان يعينه على مواجه ذلك الامر و تبعاته التى لن تكون على ايه حال بسيطة و هينة .
دخل طاهر بوابة بيت جاره عشمان و بدا كلماته التى ينتقيها بكل حرص و دقة ، فهو يعلم ان عشمان رغم حاجته تملؤه عزة النفس و الكبرياء، وبكل صدق و حب و بعد مقدمة طويلة عن جيرة العمر و ذكريات الماضى بين اسرتيهما ، ابرز فيها طاهر كل ما يكنه لعشمان من تقدير و اعزاز ومواساة لحاله فان الوحدة ابتلاء و عمل اقدم عليه باختياره و يجب ان يصبر و يصابر ، وان المال يذهب و ياتى ولا يملك الفرد منا فى هذه الدنيا الا هبة الله له تاتى و تمنع فى احيان، و ان ذاك الابتلاء رضا من الله عز و جل و ما علينا الا السعى و الاجتهاد و التوجه بالدعاء الى الله بان يلهمنا الصبر و الحمد، وبدت قسمات وجه عشمان فى اللين و الهدؤ و ادركته سكينة و راحة بال، و كان هذا ما يخطط له طاهر وهنا بدا فى تنفيذ ما قرره فناول عشمان شيكا بمبلغ كبير يكفيه لسداد جزء كبير من ديونه التى تراكمت ووعده بمثل ذاك المبلغ فى اول كل شهر حتى يقضى الله امرا كان مفعولا و انه جاهز فى اى وقت لاى مطلب اضافى، وبعد تردد للحظات تناول عشمان الشيك شاكرا و داعيا له بحسن الجزاء و البركة ، احسن طاهر حينها بحب جارف تجاه عشمان ، وادرك كم يحتاجه ذاك الرجل ليكون سندا وونيسا له فة تلك الحياة ، وكم ذا يحتاجه طاهر نفسه يحتاج رفيقا فة مثل سنه يفهمه و يسامره و يؤنسه بعد مرض زوجته الاخير الذى ابعدها عن دنياه الى عالم من خيالات ، نادرا ما تستفيق منه و تشاركه عالمه و لكن فى الفترة الاخيره ظلت تتهمه بالتبذير كما تدعى وان عطاءه هذا ما هو الا سفه ، لم يغضب فهو يعلم كما قال له الطبيب انها تهذى بما لا تقصده فلا يدقق ولا يرد ، شفاها الله تلك الزوجة الطيبة التى رغما عنها تركت عالم طاهر فارغا ملئ بهموم لا يستطيع الافصاح عنها لاحد.
وبعد مرور شهرين من المواظبة الكاملة و الرعاية ورغم كل ما يعلمه من قطيعه و ربما كره يحمله قلب زوجته لعشمان ، و يعلم كم هى مريضه وانها له تفهم ما يقصده وهى فى عالم اخر لا تدرك قيمة تلك الكلمات و قيمة تلك العلاقة الجديدة التى اصبح عمادها حب جارف ، الا انه قد قرر ان يبوح لها بفعلته كى يرتاح ضميره الذى لم يستطع ابدا اخفاء اى شئ عنها ، و بالفعل ثارت و غضبت ولم تسترح حتى وعدها بانه لن يكرر فعلته وانه كان خطأ ولن يعود له ابدا، كان يريحها فلن تمنعه ثورتها من فعل الخير ، وهو يدرك كم يحتاج له عشمان وكم تيسرت ظروفه و كم تحسنت صحته و كيف انه اصبح اكثر صفاءا و نقاءا و املا و بهجة ، وكيف كان ساخطا كارها و صاتر محبا رقيقا ، و كيف ان طاهر نفسه قد عثر على ضالته فى شريك و مؤنس و صديق ، ولن نبالغ ان قلنا حبيبا ، فقد صار قلب طاهر الطيب وقلب عشمان الرقيق رفقاء ليالى طويلة يبث فيها كل منهما همومه و مشاعره و افراحه للاخر ، و كانت تمتد بهما جلسات السمر و الحديث لساعات طوال لا يمل منها كلاهما .
فى الاسابيع القليلة التالية تابع طاهر مروره على عشمان كل يوم ولكن بحرص شديد حتى لا يغضب زوجته، يتفقد احواله و احتياجاته ، و حتى انه صار يصطحبه الى الطبيب كل اسبوع وان ياتى له بالدواء بانتظام ، ثم انه قرر ان يستخدم له خادما او مديرا للمنزل يساعده و يقضى له حاجاته، فاتى له بشاب كان قد تعرف عليه فى احدى زيارته لجمعية خيريه وكان يبحث عن عمل بمؤهل متوسط ، و تغيرت الدنيا من حول عشمان و صار اكثر هدوا و اطيب حديثا و ارق طباعا، وصارت الدنيا من حوله ربيعا دائما.
و بعد شهور على ذاك الحال استاذن طاهر عشمان فى السفر لقضاء اجازة مع زوجته بناءا على نصيحة من طبيبها ، و اعطاه ما قد اعتاده و اطمان على عشمان وتاكد بانه لن ينقصه شيئا اثناء غيابه ، وودعه و بكى عشمان فقد كان طاهر هو كل الدنيا له ، و بكى طاهر فقد اعتاد المرور عليه كل يوم و ازداد حبه فى قلبه، فقد لمس فيه الانسان و اكتشف فيه الطيبة و الرقة و براءة الطفل الذى ظل يسكنه منذ وفاة والده ثم والدته ، وكأن الزمن قد توقف به فى مرحلة الطفولة فلم يكبر و لم تخلط براءة الطفولة بما قد يشوبها او يخدشها.
و على شاطئ البحر ليلا اراد طاهر ان يتخلص مما يؤرقه ، وان يرمى بهمومه ذاك البحر الاسود فتذهب بها الامواج بعيدا عن شاطئه و قرر ان يعترف لزوجته الطيبة بما قد فعله و يفعله و ان يسترضيها لتبارك ذاك العمل الصالح و ان تشاركه الثواب و ان يقتسما معا ثواب رعاية ذاك العجوز المريض، الذى صاحب الجدران الخرساء طيلة سنوات و عوضه الله بتلك الجيرة الحسنة، و بعد كل كلمات الثناء على طاعتها و حسن معاشرتها و اهتمامها و تشجعيها له على فعل الخير لم يكن طاهر متشككا ولو للحظة واحده من رد فعل زوجته ، كان متوقعا لوم على عدم مصارحته لها بما يفعله فهى اكيد كانت تتمنى كعادتها مشاركته فى فعل الخيركما عاتادت قبل مرضها ، وان قلبها الطيب لن يتذكر ما يسئها من عشمان فقد مرت سنوات و كم من مرة تجاوزت فيها عما هو اشد و اكبر ، و لكن استفاق طاهر على صوت موجة رهيبة اقتربت من مجلسهما و ارتطمت على سطح صخرة تفننت الطبيعة فى نحتها فتغير مسار الموجة ليسكن بكل عنف وجه طاهر و ما صاحب ذاك الارتطام كان اشد و اعنف.
لاول مرة بعد سنوات و سنوات من ارتباط طاهر بزوجته يرى ذاك الوجه الغاضب و الصوت الثائر من زوجته ، وكانت تلك العاصفة او الاعصار سببا مباشرا اخرس لسانه و اطبق فاه و تعلقت عيناه بالاموجود حتى صار و كان دوار البحر اصابه ، لم يدرك طاهر سببا لتلك الثورة ولا مبررا لها ، و استغرابه كان اشد من تركيزها و تصميمها رغم مرضها و كانها هبطت من عالمها البعيد لتشاركه مرة اخرى و كان الزمان عاد به سنوات الى الوراء و محى سنوات مرضها ، ولكن حقيقة من فم زوجته اتت كموجه بارده كالجبل هبطت به الى اسفل قاع البحر الميت فى لمح البصر، فقد اطلعته زوجته على سر خلافها و عشمان، فقد كان متورطا فى محاولة رشوة كبيرة اضطر لها لمواصلة رحلة ادمانه الطويلة و التى ادت لتراكم الديون على كاهله، وهذا ما ادى الى فصله من عمله ، وانه فى الفترة الاخيرة اخبرها العامل الذى ياتى للاعتناء بحديقة قصرهما شاهده عدة مرات و هو يحفر بجوار سور الحديقة لاخراج كميات من المخدر يخفيها فى تلك البقعة ظنا منه انها مكان امن كما كان يفعل منذ اكثر من شعر سنوات و راته حينها بام عينها ، وكانت سببا فى كشفه و معرفة اليد التى قبلت المال الحرام فى صورة رشوة ، كانت تفكر فيمن يمد يد العون و المساندة لعشمان بعد ان استبعدت طاهر لوعده لها ، فقد ادركت انه قد عاد لكارثته التى راتها منذ سنوات طويلة ، كان عشمان مدمنا بجنون و ها قد عاد مرة اخرى ليلقى بنفسه فى التهلكة، كانت اموال طاهر مخدرا يجرى فى دماء عشمان و تهوى به الى قاع الضياع و الموت بمنتهى السرعة ، وما كانت صحوته و عنفوانه الاخير الا من جراء تلك المخدرات التى سكنته و اسكنت عروقه كى تهلكه و تدمره بمنتهى القسوة و الوحشية.
بكى طاهر كما لم يبك قط فى حياته و ايقطن ان الخير الذى فعله كان مجرد رداءا يختفى تحته شر و موت و وحش خطير ينتهك جمال كل طيب و نقى ، حاول اقناعها بانه سوف يراقبه و يؤمن له من يلازمه كظله طيلة اليوم ، و لاول مرة هددته زوجته بالانفصال اذا عاد لما كان عليه ، لاول مرة تستخدم زوجته ذاك التهديد و لاول مرة تشهر ذاك السلاح القاتل فى وجهه، تعلم انه لا يكاد يتنفس من دونها و تعلم كم يطالع ذاك المجلد الكبير كل يوم الذى امتلأ بصورهما معا كل ليلة يستعيد ايام الصبا و الشباب و يستعيد الاماكن و الذكريات ثم ينظر الى وجهها و يقبلها و يدعو الله ان يكون يومه قبل يومها فهو بدونها جسدا بلا روح يرقد منتظرا الموت الذى اصاب اطرافه قبل قلبه،حاول اقناعها مرارا فى الايام المتبقة من اجازتهما ان يستضيفاه ببيتهما ويراقبانه حتى يشفى و لكنها اصرت على الرفض فقد كانت تعلم بانه اقلع ثم عاد لادمانه مرات و مرات، و عدها صاغرا و اقسم الا يعود لما كان عليه،واستسلم لفكرتها بان يهاتفه و يخبره بان زوجته قد عرفت بامره و اخبرته بسره وانه انتوى الا يساعده مرة اخرى، وايقن حينها انه اقدم على فعل لا يطيقه قلبه الرهيف.
صباح عودتهما من الاجازة فى حديقته راى طاهر عشمان و قد عاد اسؤ مما كان عليه شعثا مكتئبا شاردا ، سلم عليه و استحلفه و قبل يديه ان يعطيه فقط ما يسد حاجته تلك الليله، قال له انه قد انتهى ويوقن ان اليوم هو اخر يوم له فى تلك الدنيا، فقد كل شيئ المساعده و القلب الطاهر و الصديق و الاخ ، فقط يريد الا يعذب بحاجته تلك الساعات المتبقية من عمره، دمعت عينا طاهر ووضع يده فى جيبه فاسقط ما فيه من ورقات ماليه ظن انها كافية لحاجة عشمان واستدار مسرعا متوجها الى عمله، صاح عشمان باعلى صوته انا الذى لا اريدك فلست جديرا بك ولا بالدخول الى حياتك ولو زائرا ، اصبت يا طاهر و لكن تذكرنى فقد كنت احبك ، انهمرت دموع طاهر على خديه و لكنه لم يلتفت لم يستطع مواجهة ذاك الشبح الصامد رغم ضعفه ، ظل يستعيد كلماته طيلة يومه وحين عاد ذهب الى قصره ذهب الى مكان القاءه النقود ليتاكد من ان عشمان قد راها، فكان هول المفاجاة كبيرا ، اعطى طاهر النقود لعشمان فاشترى بها على ما يبدو جرعة كبيرة من المخدر اهلكته ، سكن الموت قسمات وجه طاهر ، وظل يصارع رائحة الموت التى تملأ المكان حول جسد عشمان التى ارتمى بنفس البقعة التى القى له فيها طاهر النقود و قد تناثر على ملابسه ويده مسحوق المخدر الذى ملأ انفه .
و فجاة فى ظلام الليل صرخة مدوية تملئ المكان..
سيارة نقل الموتى تنتظر راكبها الذى سيستقلها ممدا بلا روح ، و سيارة الاسعاف يهول منها ممرضان يحملان الجسد الذى يصارع الموت بين لحظة و اخرى ، قد يسعفه القدر و يعود للحياة ..
و بعد ايام .. يشاهد ساكنو المقابر ذاك الوجه الطيب الذى زادته لحيته البيضاء جمالا و صفاءا و رقة ، كان ياتى كل يوم لزيارة ذلك القبر حاملا نفس باقة الورود ، يجلس هناك بالساعت نادما باكيا ، ثم يدعو و يدعو حتى تبتل لحيته ، يظنون كل يوم ان قلبه العجوز لن يتحمل ذلك البكاء و انه سيجاور فى لحظات من يبكيه و يستريح.
وكل يوم تنتهى الزيارة ليعود مع اول شعاع شمس فى اليوم التالى و لكن اليوم لم يات بمفرده كانت معه سيدة فى ملابس من سواد ، تستند على عصا لها و قد غمرت الدموع مقلتيها حتى كادت لا ترى طريقها و كادت تسقط عدة مرات فى تلك الامتار المؤدية الى القبر الذى يزوره ذاك الرجل كل يوم ، وعندما اقتربت اكثر فاكثر رفعت عيناها الى شاهد القبر و قرات.
هنا قبر المرحوم طاهر الامير
صاحب القلب الطيب و العطاء اللامحدود ..
نعم طاهر ..
انفجرت فى بكاء و نحيب لا ينقطع ..
وانفجر ايضا عشمان فى البكاء..
نعم عشمان الذى انقذته العناية الالهية من الموت بعد جرعة المخدر لم يكن يريدها بالفعل وانما كان يريد طاهر الصديق و الصدر الذى يضمه كى يستعين به على قهر ايام وحدته بعد ان تعود على صحبة طاهر و لكن طاهر لم يفهم رغم علمه بكبرياء عشمان انه ما كان يطلب منه وقتها مالا و انما يتسول مشاعره التى منعه اياها ..
نعم مات طاهر .. ولم يتفهم مقصد صديقه ..
نعم مات القلب الطيب
لم يستطع قلبه الطيب استيعاب ظنا بموت عشمان بالمخدر الذى اعطاه ثمنه مالا القاه على التراب ..
عانده قلبه الطيب كما عاندته فطنته وتوقف عن الخفقان ، توقف .. وتوقف .. و توقف..
توقف عشمان عن البكاء و ماخرج من جيب معطفه ورقات ماليه اطبق عليها يده بعنف و ناولها لزوجة طاهر ..
كانت تلك النقود هو اخر ما لمسته يد طاهر و اخر نفحة عطاء..
نعم تلك النقود هى ما التقطته يد عشمان من فوق ارض الحديقة بعد ما القاها طاهر له ..
لم تقتله نقود طاهر ابدا ..
فقد كان يحصل على المخدر نظير تخزينه لاحد التجار و فقط ..
ما قتله عطاء طاهر رحمه الله رغم ظنه ..
ولكن مات طاهر ..
*****

طارق المملوك
11-3-2008

ليست هناك تعليقات: