شريط اخبار شخبطة ملوكى

الأحد، ديسمبر ٠٧، ٢٠٠٨

هدية يوم الميلاد

هدية يوم الميلاد

*****
عندما تضل الطريق بصحراء شاسعة،لا تجد الا سرابا ور مالا، او عندما يغلفك الضباب وتشعر بالاختناق، فلا رؤية ولا حدود ولا كائنات، كذلك عندما يضيق العالم من حولك، وتكثر من حولك المشكلات فلا حلول ولا بصيص امل للحيلولة دون وقوع قضاء الله و قدره، تجد هناك ثلاثة انواع من البشر يتعاطون مع الموقف من جهات و اساليب مختلفة।

اولهما من يسبب الاسباب الدنيوية ويمنطق و يحلل المشكله الكبرى بالحسابات و الاولويات، فلولا كذا ما كان حدث كذا ، و لولا تدخل كذا لكان كذا و كذا ، ولو ان فلان قد فعل هذا لكانا فى غنى الان عن تلك الورطة، فهو يجنب الاقدار و المشيئة الربانية و ينظر الى ماديات الامور بالعين المجردة، فلا يجنى الا هما و غما ولا يزيده التناجى و الشياطين الا كدرا و ندما و نكدا، و تاخذه الحياة يعاندها و تعانده ، و يكيد لها فتكيد له।

وثانيهما من يكل امره الى خالقه ويرضى بقضاء الله و قدره، فيرضى نفسا و يقر عينا، فيستطيع بعد وهلة ان يواجه مصيره فى الحياة، يرضاها فترضى به، ويعيشها كضيف عابر فتكرمه।

و ثالثهما من يؤول الحقائق و يدرس اللاوضاع، و ياخذ بالتحليل و المنطق فى ظل ان الله مدبر الكون، وان كل شئ بقضاءه و قدره، ولكنه يحاول التفكر و التعلم من مقدرات الامور، و اسس تحريك الكون وقواعد الامور الدنيوية ، و لا ينسى ان فوقها و يتحكم فيه و فيها مشيئة الرب الخالق المسبب للاسباب ، من يجعل لك فى ظلمة الدنيا نورا ، و فى عمى العيون بصيره.

هذا الثالث هو الفائز، تجده فى عز الليل البهيم، وسط تلاطم الامواج من حوله، و هطول امطار الشتاء الغزية فى وسط البحر الهادر يهاتفه اقرب الناس اليه، من اللامكان ، بلا موعد ولا توقعات، يناجيه و يواسيه و يحتضن قلبه و روحه، فيقوم من غفوته فيرى الدنيا كما يحبها، حدائق و زهور و تغريد طيور، رفاهية و رغد و سعاده।

ياخذه الصوت الى عالم اخر، فيهيم فى عالم رحب، ويكون يوم ميلاد، فينسى الهموم و الظنون و القلق। ويسجد لله شاكرا حامدا ان رسم فوق العيون الحزينة بسمة احيا بها مقلة الامل، فاخرجه من ضيق الماديات الى رحابة الروحانيات، فحلق فى فضاء الرضا و السعادة

*****

بقلم / طارق المملوك

4-12-2008

ليست هناك تعليقات: