من أقوالهم
كسرى انو شروان
****
يقول بعض الناس أن التدين يكون أكثر إنتشارا بين الفقراء من الناس أكثر بكثير من أعاظم الناس ، و هذا يفسره إختفاء حكام المسلمين بعيدا عن مشاكل شعوبهم، فيأخذون من القرارات من هو ضد رغبات شعوبهم ، و يستصدرون من القوانين من هو ضد مصالح الشعوب ، و كثيرا من قراراتهم يكون فيها زيادة فى تجويع البشر ، وزيادة فى متاعب حياتهم ، و تعويق مقدراتهم المعيشية ، وزيادة فى الفقر و الظلم و الذل و المهانة.
استغرب دائما من بيده الحكم وينسى انه يحكم بإرادة الله فى ملكه، فالمُلك الذى كله لله عز و جل يؤتيه لمن يشاء ، فكل من يَحْكُمُ فى ملك الله يَحْكُمُ بمراد الله ، فكيف يخالف من يحكم فى ملك الله إرادة الله ، و كيف يكفر بها وهو بيد اعلى سلطة بيد بشر ، فهو أقدر الناس على فهم قصور إرادة البشر مهما اوتى من قوة ، وهو أكثر يعلم ضعف البشر و قته مهما تملك من الكنوز و الاموال ، يعلم انها لا تنفع و لا تجلب سعادة اكثر من غيره من البشر.
استغرب حكامنا و اولى أمر المسلمين ، ينسون الخالق ، و ينسون التفكر ، و ينسون القدرة الالهيه فيظن الفرد منهم انه مخلد فى النعيم فلا موت و لا حساب ولا بعث ، ينسى الحياة الابدية و يتذكر الفانية ، يتذكر ملكه و ينسى ملك الملوك و ملكوته الاذى لا يعرف حدوده الا هو.
وعندما اتفكر فى كل هذا يحضرنى ما كتبه الشيخ محمد الغزالى فى كتابه " هذا ديننا " ، فإنه ذكر انه قيل أن كسرى انو شروان ملك الفرس اضطجع ذات ليلة ، ثم سرح طرفه فى الآفاق البعيدة ، و أرسل هذه الكلمات النابضة:
أيها الفلك ، إن بناءاً أنت سقفه ، وإن بيتا أنت غطاؤه لعظيم ، وإن شيئاً أنت تظله لكبير ، وإن فيك لعجباً للمتعجبين ..
فليت شعرى ، أعلى عُمُدٍ من تحتك تستمسك؟ أم بمعاليق من فوقك؟
و لعمرى إن ملكاً أمسكتك قدرته لملك عظيم قدير ؛ وإنه – فى استدارتك بتقديره – لحكيم خبير ، وإن من غفل عن التفكير فى هذه العظمة لغِرٌّ صغير.
وليت شعرى أيتها الأفلاك : بم طلوعك حين تطلعين ؟ وبم مسيرك حين تسيرين ؟ وأفولك حين تأفلين ؟ و علام سقوطك حين تغيبين ؟
ليت شعرى : أساكنة أنت ، أم تتحركين ؟ أم كيف صفتك التى بها تتصفين ؟ و لونك الذى به تتسمين ؟ و من سماك بأسمائك التى بها تعرفين ؟
فسبحان من لأمره تنادين ، و بمشيئته تجرين ، و بصنعته استقامتك حين تستقيمين ، و رجوعك حين ترجعين.
سبحان الله الذى وجه عين هذا الكافر عابد النار الى تفكّر قد نسيه كثير من المسلمين واغلب اولى أمرهم ، كلمات قد لا ينطق بها مسلم طوال حياته.
اخوانى الاعزاء لتفكر فى خلق الله و ملكوته عبادة كانت اول عبادة من رسولنا صلى الله عليه و سلم ، فى غار حراء ، عبادة تجعل الانسان روحا مرفرفه فى ملكوت الله تسمو فى رحاب ملكه و رحمته ، روحا نفخها الله سبحانه و تعالى فينا فتستريح كلما تقربت الى طاعته و التفكر بعظمته فسبحانه جل شأنه فرض لنا ما يعيننا، فهو الخالق و نحن مخلوقاته وهو اعلم من يخط لنا سبيل النجاة و طريق السمو و الراحة الخالدة.
****
طارق المملوك
13-2-2009
كسرى انو شروان
****
يقول بعض الناس أن التدين يكون أكثر إنتشارا بين الفقراء من الناس أكثر بكثير من أعاظم الناس ، و هذا يفسره إختفاء حكام المسلمين بعيدا عن مشاكل شعوبهم، فيأخذون من القرارات من هو ضد رغبات شعوبهم ، و يستصدرون من القوانين من هو ضد مصالح الشعوب ، و كثيرا من قراراتهم يكون فيها زيادة فى تجويع البشر ، وزيادة فى متاعب حياتهم ، و تعويق مقدراتهم المعيشية ، وزيادة فى الفقر و الظلم و الذل و المهانة.
استغرب دائما من بيده الحكم وينسى انه يحكم بإرادة الله فى ملكه، فالمُلك الذى كله لله عز و جل يؤتيه لمن يشاء ، فكل من يَحْكُمُ فى ملك الله يَحْكُمُ بمراد الله ، فكيف يخالف من يحكم فى ملك الله إرادة الله ، و كيف يكفر بها وهو بيد اعلى سلطة بيد بشر ، فهو أقدر الناس على فهم قصور إرادة البشر مهما اوتى من قوة ، وهو أكثر يعلم ضعف البشر و قته مهما تملك من الكنوز و الاموال ، يعلم انها لا تنفع و لا تجلب سعادة اكثر من غيره من البشر.
استغرب حكامنا و اولى أمر المسلمين ، ينسون الخالق ، و ينسون التفكر ، و ينسون القدرة الالهيه فيظن الفرد منهم انه مخلد فى النعيم فلا موت و لا حساب ولا بعث ، ينسى الحياة الابدية و يتذكر الفانية ، يتذكر ملكه و ينسى ملك الملوك و ملكوته الاذى لا يعرف حدوده الا هو.
وعندما اتفكر فى كل هذا يحضرنى ما كتبه الشيخ محمد الغزالى فى كتابه " هذا ديننا " ، فإنه ذكر انه قيل أن كسرى انو شروان ملك الفرس اضطجع ذات ليلة ، ثم سرح طرفه فى الآفاق البعيدة ، و أرسل هذه الكلمات النابضة:
أيها الفلك ، إن بناءاً أنت سقفه ، وإن بيتا أنت غطاؤه لعظيم ، وإن شيئاً أنت تظله لكبير ، وإن فيك لعجباً للمتعجبين ..
فليت شعرى ، أعلى عُمُدٍ من تحتك تستمسك؟ أم بمعاليق من فوقك؟
و لعمرى إن ملكاً أمسكتك قدرته لملك عظيم قدير ؛ وإنه – فى استدارتك بتقديره – لحكيم خبير ، وإن من غفل عن التفكير فى هذه العظمة لغِرٌّ صغير.
وليت شعرى أيتها الأفلاك : بم طلوعك حين تطلعين ؟ وبم مسيرك حين تسيرين ؟ وأفولك حين تأفلين ؟ و علام سقوطك حين تغيبين ؟
ليت شعرى : أساكنة أنت ، أم تتحركين ؟ أم كيف صفتك التى بها تتصفين ؟ و لونك الذى به تتسمين ؟ و من سماك بأسمائك التى بها تعرفين ؟
فسبحان من لأمره تنادين ، و بمشيئته تجرين ، و بصنعته استقامتك حين تستقيمين ، و رجوعك حين ترجعين.
سبحان الله الذى وجه عين هذا الكافر عابد النار الى تفكّر قد نسيه كثير من المسلمين واغلب اولى أمرهم ، كلمات قد لا ينطق بها مسلم طوال حياته.
اخوانى الاعزاء لتفكر فى خلق الله و ملكوته عبادة كانت اول عبادة من رسولنا صلى الله عليه و سلم ، فى غار حراء ، عبادة تجعل الانسان روحا مرفرفه فى ملكوت الله تسمو فى رحاب ملكه و رحمته ، روحا نفخها الله سبحانه و تعالى فينا فتستريح كلما تقربت الى طاعته و التفكر بعظمته فسبحانه جل شأنه فرض لنا ما يعيننا، فهو الخالق و نحن مخلوقاته وهو اعلم من يخط لنا سبيل النجاة و طريق السمو و الراحة الخالدة.
****
طارق المملوك
13-2-2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق