شريط اخبار شخبطة ملوكى

الثلاثاء، مارس ٠٨، ٢٠١١

ثورتنا الجديدة - طارق المملوك

ثورتنا الجديدة
****
موضوع شائك انتويت ان ابدا الحديث فيه وهو يتعلق بموضوع حكم الثوار ، ففى الغالب الاعم اى ثورة تقوم نرى الحكم بعدها ينتقل الى سلطة الثورة سواءا فرد منها او مجموعة و نحن هنا فى صدد الحكم على تلك الحالة وهل هى الحالة المثلى ام لا.
الثورة عادة تعتمد على حالة عاطفية جياشة تبدا بفرد او جماعة تعشق بلادها حتى الفداء فلا تخاف على روح او دنيا فى سبيل الوصول ببلادها الى الصورة التى ترضيهم ، و الثوار عادة لا يرون اللون الرمادى اللون الابيض و الاسود فقط هو ما يرونه ، فلا يقبلون دائما بانصاف الحلول و لا يرضون باى حال بحلول طويلة الاجل او دبلوماسية او سياسة، هم يتخذون قرارهم و ينطلقونز
و بذلك فالواقع يفرض على الدول الاخذ باسباب النهوض و معظم التجارب التى تتوفر لنا الان هى تجارب طويلة الامد و اتخذت من الطرق السلمية سبيلا للنهوض و لنا مثلا خير مثال فى مايزيا و تركيل و البرازيل ، تغيرت القيادات الى صالحة فانصلح حال البلاد و العباد فى فترات اخذت فى الغالب 20 عاما لتصير فى مصاف الكبار وهى فترة ليست بطويلة فى عمر البلاد.
الطرق السلمية فى التغيير لسياسات و اقتصاديات البلاد قد تاتى بتوفيق من الله فى اختيار القيادات و اتمنى ان تكون ايضا بتوفيق من الله لثورات اطاحت بالمفسدين و الفاسدين ، ثم ياتى بعد تلك الثورات ادارة سياسية اقتصادية واعده وواعية تقود البلاد للاتجاه الصحيح على طريق التقدم ، هى خطوات متانية و محسوبة و مدروسة بمنتهى الوعى لوضع البلاد على الطريق الصحيح و من هنا ارى ان تكون القيادات بعيدة تماما عن قيادات الثورة وهم من قدموا الغالى و النفيس فى سبيل تحرير الوطن من مستغليه و فراعينه ، ولكن هذه المرحلة تتطلب منهم القيام بدور الرقيب فقط ، و ليكن الحكم لاهل الخبرة ممن نعرف عنهم الشرف و الامانة و الاخلاص ، فالثائر متعجل و عاطفى و اعتقد ان وقته كان فى الميدان و ليس فى الحكم.
فى الثورة المصرية او الانقلاب عام 1952 و احداثه ما يؤكد ما ذكر عن ضرورة تجنب الثوار الذى يظلون فى حالة ثورة لا تهدا لفترات طويله، فالثورة اطاحت بالملك فاروق ثم بابنه من بعده و بعدها التفتت لتطيح باول رئيس جمهورية و قائد الحركة المعلن لتاتى بقائدها الفعلى من بعده و من بعدها تطيح القيادة الثانية لاغلب القيادات من الاحرار لان الثوار بداوا يثورون على بعضهم و الوقت حان للتحرك بلا قيود و لا اغلال ، و انطلقت القياده من ثورتها الى ثورة المجتمع و ليس نهضته و الفارق كبير فالتاهيل للتقدم لم يتم و لكنه ثورة و شحذ همم فقط فلم تقم القاعده المؤهلة للاستمرار فى الثورة الصناعية مثلا التى اعتمد على استيراد التنكنولوجيا و بعض مشغليها للاستفاده بها ، ثم انطلقت الثورة لتتحد مع كل ثورة فى الجزائر و سوريا و اليمن و ليبيا و افريقيا و العالم كله ، فاصبحنا حقيقة اعلام الثورة فى العالم و اصبح قائد ثورتنا رمزا للثورة فى العالم كله ثم تاتى الانفعالات الشريفه لبناء البلد بثورية و قرارات عظيمة كانت من الممكن ان تكون كارثه بمعنى الكلمة لولا ستر الله علينا ، ولكنه لم يقدر لنا ان تستر اخر نكساتنا فتأتينا الانكسارة الاخيره لتصدم كل الثوار و تجبر الجميع على الهدؤ و الانكسار ومن لم يستطع مات او عاش ميتا لفترة طويلة ، تلك هى تجربتنا السابقة التى اتمنى ان تكون ثورتنا الحالية اكثر نضوجا لتقودنا الى ما نحبه و نرضاه لانفسنا و بلدنا.
طارق المملوك
8/3/2011

ليست هناك تعليقات: