جنون السلطة و النفوذ .. الى اين ياخذنا و ياخذهم؟؟؟؟

جنون السلطة و النفوذ .. الى اين ياخذنا و ياخذهم؟؟؟؟
*****
امس جلست افكر و امعن التفكير ، فنحن نعرف انه لا يقدر النعيم الا من عاش فيه ، فاكيد لن يحلم رجل بسيط مثلا بان ياكل يوما كافيار فهو لا يعرفه ، ولن يحلم ان ينام على سرير وسائده من ريش النعام ، ولن يحلم ان يجلس مسترخيا فى احد الاندية الصحية تقوم احدى الجميلات بعمل مساج له على الطريقة التايلاندية مثلا .
الشئ الوحيد الذى يمكن ان تحلم به و ستتحقق احلامك كما تتمناها و احسن هو الحلم بجنة الله سبحانه و تعالى ، فلنا فيها ما نشاء وليس هذا فقط ولكن لدينا مزيد ، اى فوق ما تتمنى ( اللهم اكتبنا من اهلها ) امين.
حادثتان دفعانى الى هذا التفكير و التمعن ، والحادثتان فى نفس الاتجاه وهو فقدان السلطة و النفوذ و الانكسار بعد التجبر ، أإلى هذا الحد تمثل السلطة و الجبروت و النفوذ حلم يؤدى فقدانه الى الجنون؟
الحادثة الاولى لنعمان جمعة عندما فقد رئاسة حزب الوفد طبعا مش خسارة الانتخابات لانه يعلم مسبقا انه لن ينجح و لكن حلم السلطة و التحكم و النفوذ الذى يمثله كرسي رئاسة الحزب ، فعندما احس بفقدان ذلك الكرسي و نفوذه على الناس ولو اقليه جن الرجل و فعل من الافاعيل ما جعله يصنف ضمن المرضى العقليين ، ضرب نار و قنابل و حصار مقار الحزب و احراقها وما الى ذلك
الحادثة الثانية ذلك المرتضى منصور عندما خذله القضاء للمرة الاولى ، ولم يعد شغل التلات ورقات الذى استخدمه مرارا للعب على ثغرات القانون مفيدا لاخراجه من حالة الخزى و الانكسار بعد الحكم بابعاده من رئاسة نادى و قبلها كان قد جن لخروجه من المجلس الموقر ، ذهب الرجل لرئيس مجلس الدولة و اقتحم مكتبه وعندما استدعى الامن حاول الانتحار من الدور التاسع.
وهنا تذكرت كثيرا ان السلطة فى مصر تمثل كل شئ بالنسبة لمن ذاقها لانها تجلب المال و الشهرة و النفوذ و نفاذ الكلمة و تهب لمن يملكها تهديد عباد الله و التحكم فى مقدرات حياتهم البسيط و ابتزازهم و تهديدهم والكل يتذكر فيلم زوجة رجل مهم وكيف انتحر ضابط الشرطة عندما فقد السلطان و الجاه الذى يكتسبه من منصبه.
الكل يرى التهافت على كلية الشرطة و على سلك القضاء و السلك الدبلوماسي وطبعا الفن و الرياضة لانهم يمثلون اضلاع السلطة بحكم عملهم بها او الاحتكاك بمن يعملون بها مباشرة
يعنى السلطة اما مباشرة او غير مباشرة فخسارتها تمثل الطامة الكبرى لمن كان يتخيل انه ينعم بها ويعيش فى كنفها و تحت ظلها، والكل الان يتذكر بصعوبة اسماء كانت تحميها الشهرة و النفوذ و الجبروت اصبحوا نسيا منسيا و ذاقوا من الهوان الكثير بفقدانهم السلطة وفتحت ملفاتهم السابقة من فساد و وهذا يقودنا لاسرار كثيرة
- سر ان الكل يمسك للاخرين ملفات و مستندات تجعله يضمن نفوذه بابتزاز من يتواجد بالسلطة فينعم بالسلطة غير المباشرة و يضمن عدم فتح ملفات فساده
- وسر ان تتغير القوانين و الدساتير وكل ما قد يهدد استمرا حامل السلطة من قريب او من بعيد
- سر السير فى السلطة على طريقة القوافل التى يحمى كل منها الاخر البعض فى المقدمة ( النور) و البعض فى المؤخرة ( الظل ) ولكنها منظومة تعمل بكل دقة من رجال سلطة و اعلام و رجال اعمال هدفهم حفظ نظام ما يراسه شخص ما يظهر هو و ينعمون هم بسلطانه و جاهه
تلك المنظومة تطبق على مستوى البلدان و الامم و تطبق داخل دولة واحده و تطبق ايضا فى الهيئة او الوزارة و تطبق ايضا فى الشارع

فليرحم صاحب الجاه و السلطان الاعلى من يعيشون فى كنف تلك المنظومات الفاسدة القميئة يذوقون الذل و الهوان و الاستعباد الصريح و المباشر او الاستعباد الفكرى و الدينى و الاجتماعى و السياسى ايضا
*****
طارق المملوك
20-3-2007