شريط اخبار شخبطة ملوكى

الثلاثاء، أغسطس ٢٢، ٢٠٠٦

عدنا المعاني المقلوبة ..في الايام المضروبة
كتب : ‏ يوسف معاطي

بالشبه كده‏..‏ كنت أستطيع أن أفهم مايستعصي فهمه من التعبيرات العربية الغريبة بالنسبة لي‏..‏ فإذا قال لي أحدهم إشي لونك‏!!‏ أو شخبارك‏!!‏ كنت أقوم بعملية تمصير فوري للكلمة إيش مثلا‏..‏ يمكن أن تكون أيه‏..‏ أيه لونك؟‏!‏ يمكن هنا أن نترجمها‏..‏ عامل إيه‏..‏ وشخبارك تبأه ايه الأخبار‏!!‏ وإذا كنا في تونس مثلا‏..‏ وقال لي أحدهم‏..‏ يعيشك‏..‏ أستطيع أن أمصرها الي‏..‏ الله يخليك‏..‏ وحينما سألني أحدهم في تونس برضه‏..‏ أنت معرس‏!!‏ لم أندهش‏..‏ رددت الكلمة فورا إلي المصدر‏..‏ وفهمت انه يسألني‏..‏ أنت متزوج‏!!‏ وقلت عن طيب خاطر‏..‏ معرس طبعا‏..‏ وحتي في تركيا‏..‏ برغم أنني لا أعرف اللغة التركية‏..‏ استطعت أن أفهم‏..‏ وأن أتكلم مع أصدقائي هناك بكل سلاسة‏..‏طالما أن لهجتنا المصرية لاتخلو برضه من تمام‏..‏ أفندم‏..‏ مضبوط‏..‏ تاكميم البيس‏(‏ يعني طقم ملابس‏)‏ تاكسيت‏..(‏ تقسيط طبعا مش عاوزة فكاكة‏)‏ ولهجتنا المصرية لهجة جامعة شاملة‏..‏ يفهمها كل الأشقاء العرب وكثيرا مايتكلمون بها خصوصا في مصر أو مع المصريين‏..‏ ولاشك أن الاستعمار كان هو السبب المباشر في هذا الاختلاف في اللهجات‏,‏ والذي أدي إلي اختلاف في المواقف والآراءوأوصلنا الي حالة عامة من سوء الفهم وسوء التفاهم‏..‏ ورغم كل شئ‏..‏ ظلت العامية المصرية‏..‏ لهجة بها كثير من الجماليات وهي الأقدر علي التأثير في الأغاني والأفلام والمسرحيات‏..‏وفجأة‏..‏ قومنا من النوم الصبح ياعم الحاج فإذا بالناس يتكلمون بطريقة عجيبة‏..‏ قالوا شبابية‏..‏ الشفاة تتحرك بسرعة شديدة ويدلقون الكلام من أفواههم دلقا‏..‏ وبصرف النظر عن الألفاظ التي أضيفت الي قاموس العامية مثل روش وطحن وبيئة وأحلق ونفض‏..‏ إلي آخره‏..‏ ولكن المصيبة في استخدام بعض الألفاظ التي كنا نستخدمها في أغراض عكسية‏..‏ مثلا يعني‏..‏ كلمة‏..‏ فظيع هذه‏..‏ أنا علي ما أذكر كانت تعني شيئا سيئا جدا‏..‏ وفظيعا لايطاق‏..‏ أما أن تقول لي إحداهن‏..‏ بصراحة كاظم الساهر فظيع‏..‏ وهي تعني أنها معجبة به‏..‏ فهذا شئ لا أفهمه‏..‏ثم تقول عمل أغنية جامدة قوي‏..‏ وأندهش أكثر‏..‏ جامدة‏!!‏ الجمود شئ سئ أيضا‏!!‏ ثم تقول‏..‏ الكلام حلو موت‏!!‏ يانها أسود‏..‏ وهل الموت حلو؟‏!‏ وهكذا بدأت المعاني تنزلق من علي الكلام وصارت الألفا القبيحة تعني الجمال‏..‏ فهذا مطرب صايع صايع أي أنه متمكن من أدواته وهذه مطربة سافلة‏..‏ سافلة‏...‏ أي أنها عصرية جدا وهذا ملحن كافر وهذا مخرج عربجي وهذا مكان معفن طحن‏..‏ أي أنه مكان ستايل وروش وهذه تقول لي بسعادة‏(‏ مش عارف ليه‏)‏ أنا أصلي كده مهيسة علطول‏..‏ الآنسة فخورة بعدم التركيز والمخ الضايع‏!!‏وأخري تقول لي‏..‏ كنا بناكل تشاينيز فود إنما أيه قلة أدب‏..‏ انزعج وأسألها وحش للدرجة دي‏..‏ ترد باستغراب‏..‏ وحش إيه‏..‏ بقولك قلة أدب‏..‏ يجنن يعني‏..‏وحضرته يقول لي‏..‏ أما شفت فيلم إمبارح‏..‏ ابن كلاب‏..‏ فأسأله بسذاجة ولماذا لم يعجبك‏..‏ ينظر لي مندهشا ويقول لي‏..‏ بقولك ابن كلاااااب‏..‏ وطلع الفيلم عاجبه‏..‏ تصوروا‏..‏ ألا توجد طريقة يعبر بها عن إعجابه سوي أن الفيلم ابن كلاب‏..‏ وهكذا يا أعزائي‏..‏ صرت أفهم اللهجة الخليجية والليبية وحتي المغربية بسهولة شديدة‏..‏ بالشبه كده‏..‏ بينما صرت عاجزا عن فهم لهجتنا المصرية الجديدة‏..‏ ولذا فأنني أرجوكم إذا أردتم أن تعبروا عن إعجابكم بكاتب هذا المقال مثلا‏..‏ إذا حصل هذا‏..‏ فبلاش ندخل الأب والأم في الإعجاب‏..‏

ليست هناك تعليقات: