شريط اخبار شخبطة ملوكى

الجمعة، نوفمبر ٠٣، ٢٠٠٦

مملوكيات - 8 / تعليقا على احداث الجامعة

مملوكيات - 8 / تعليقا على احداث الجامعة
ما يحدث فى الجامعة الان شئ غير عادى و غير مالوف ولكنه متوقع جدا من حكومة تغتال قياداتها ، من حكومة تبعد كل حريص على الوطن او محبوب من الشعب ، كل شئ بقى غلط و عكس الطبيعى ، اصبح الماوف هو الشاذ ، و الشذ هو الطبيعى المالوف.
الطلبه فى كل العالم وفى الماضى كانوا يتعمون فى يوم كيف يدير مدرسته ، و كيف يعبر عن رايه ، اتذك انه كان عندنا فى مدرستى الاعداية مدير مدرسه صارم جدا ، لا يستطيع اى منا ان يمر امام غرفته ، وكل منا يحاول جاهدا الا يمر من امام البهو الذى اما غرفته اصلا ، وكنت وقتها رئيس الااعة المدرسيه ، و جاءتنى فكرة ان نقيم برنامج حوارى مع الاساتذه امام الطلاب ، ووقع اختيارى انا ابدا بمدير المدرسه ، ظللت افكر كيف اتعامل مع من احترمه كرئيس لمؤسستنا التعليميه و اكبر راس فيها ، وازاى فى نفس الوقت نحقق هدفنا ان الطلاب مايحسوش انه لقاء ممل وكانها كلمته الصباحية المعتادة ، كنت خائفا ، وتاخرت عامدا متعمدا ان انتهى من الاسئله قبل اللقاء لانه يريد ان يراها ، وكنت اضع يدى على قلبى خوفا من رد فعله ، لانه جاد الى اقصى الحدود.
فى الصباح التالى وقفت وكان فى منتصف ارض الطابور ، عرضت فكرتى فى البرنامج الجديد ، وصفق الطلاب تصفيقا رسميا يليق بهيبة الرجل ، بدات الاسئله ، كالعادة بدانا برايه فى الطلبه وما يعجبه ومالا يعجبه ثم رويدا رويدا دخلت الى عالمه الخاص الانسانى و اسرته و بعد عاداته ، واحب الالوان و لماذا ، و اكلته المفضله وهكذا ، كنت اتلعثم لاول مرة فى حياتى وانا على منصة الاذاعة ، وجدت يد الرجل تحيطنى ، وبدا يمسك الميكروفون المهتز بين يدى ، تشجعت ، لاول مرة يزداد على احترامى له حب ، حب كبير ازال الحاجز الذى كان يضعه الاساتذه بيننا و بينه ، صور اكبر مستوى للعقاب ، او اكبر مستوى للثواب الرسمى ، اول مرة احس انه يحبنا ، انه يعاملنا كابنائه ، بعد اللقاء صافحنى و ضمنى بكل الحنا فعلا ، ووجدت تصفيقا حادا من الطلبه جميعا ، تصفيقا غير رسمى ، كتصفيق عرس او يكاد ان يكون ، الكل تغير ، الحب ملأ المدرسه حقيقة ، انا كان يطلبنى بالاسم ، و بكل وقار اجد انه يطلب رايي فى موضوع يخص الطلبه بدون ان يطلب ، كان ذكيا الى اقصى الحدود ، و حنونا بوقار و هيبة جعلته فى تلك الفترة مثلا اعلى لى.
اتذكر الرجل محمد على السعدى مدير مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض الاعدادية بالدقى ، بارك الله فيه واطال فى عمره ان كان حيا ، و رحمه رحمة واسعه ان كان قد توفاه الله .
اين القدوة و المثل الاعلى للطلاب الان ، لا نجد الا حواجز ، و ادارة لا تظهر الا صارمه ن ولا تتكلم الا لبث الخوف و الرهبه ، لا تتكلم لتحارب فساد اخلاقى ، و لكنها تتكلم فقط بلسان الحكومة ، و كلنا يتذكر قصة ذلك المدرس الذى صعد موضوع تعبير لبنت حتى يحقق معها فى امن الدوله.
اى تربيه و اى تعليم؟ ، اى اعداد هذا لشباب المستقبل الذى ستصبح الدوله بين ايديهم خلال سنوات ، اى منطق يرفض فيه ان يتكلم طلبة السياسة عن اى موضوع حساس سياسيا ، كيف يتعلم؟ ، طيف لا يكون تعليم المهندس فى موقع ، كيف يتخرج وهو لا يعلم كيف يدير الموقع و يتعامل مع العمال ، كيف يترك الاطباء بعد 7 سنوات تعليم يتدربون فى العيادات ووقتها يكون خطاءهم قاتل ، و كيف يترك المحامى ليتدرب اعوام بقوم بممارسه عمله حرا ، انه استعباد وفرض وجهة نظر بالقوة ، ووصايه على التعليم ، لماذا لا يتخرج الطالب مؤهلا تماما مما جميعه بدلا من ان يترك لهذا او لهذا كل حسب حظه ، فهذا يجعل منه استشاريا ومحترفا و هذا يجعله لصا ، يتراقص على الحبال؟؟
حسبي الله و نعم الوكيل ... لك الله يا مصر

طارق المملوك
2-11-2006

ليست هناك تعليقات: